يعتبر غاليليو أحد كبار العلماء في عصر النهضة، ولد غاليليو كما تعملون في إيطاليا في عام 1564م، وعندما كبر أرسله والده إلى جامعة بيزا لدارسة الطب فقد أراده أن يصبح طبيباً، ولكن غاليليو كان مهتماً بعلم الرياضيات، وعندما بلغ التاسعة عشرة زار الجامعة أحد مشاهير علماء الرياضيات، وبالرغم من أن غاليليو لم يكن من تلاميذه فقد اعتاد على أن يقف على الباب للاستماع إلى محاضراته، وعندما قابل عالم الرياضيات شجعه على متابعة دراسته ومنحه الكثير من المساعدة.
وبذلك أقدم غاليليو على أول اكتشاف علمي، ففي أحد الأيام وفي أثناء وجوده في كنيسة بيزا لاحظ مصباحاً ثقيلاً معلقاً بالسقف بواسطة سلسلة طويلة كان ينوس ببطء جيئة وذهاباً، فوضع غاليليو أصبعه على نبضه وبدأ يحسب زمن النوسان، وعندما اقترب المصباح من التوقف أصبحت مسافة التذبذب أقصر فأقصر، ولكن غاليليو لاحظ أن هذه التذبذبات كانت تستغرق نفس المدة الزمنية التي كانت تستغرقه عندما كانت المسافة طويلة. وبذلك اكتشف غاليليو قانون الرقاص الذي كان له فائدة كبيرة لصانعي الساعات، ففي العصور الوسطى كان من الصعب قياس الزمن بدقة، ونتيجة اكتشاف غاليليو بدأت تصنع ساعات الرقاص المتقنة التي لم تساعد الناس فحسب في حياتهما اليومية ولكنها ساعدت أيضاً العلماء للحصول على ملاحظات دقيقة.
فيما بعد عندما ترك جامعة بيزا، وعينه الدوق أستاذاً للرياضيات في بيزا، حتى بلغ السادسة والعشرين.
وقد كان غاليليو غير راضٍ عن كثير من الأشياء التي تدرس، لأنه شعر بأن الأساتذة كان يقبلون أقوال أرسطو دون أن يمحصوا فيها، وقد رويت قصة شهيرة عن تجربة قام بها ولكن القصة قد لا تكون حقيقية، هذه التجربة أثبتت خطأ نظرية أرسطو التي كانت تقول أنه إذا أسقط وزنان أحدهما خفيف والآخر ثقيل من ارتفاع شاهق، فإن الوزن الثقيل سيصطدم بالأرض أولاً، والقصة تقول أن غاليليو صعد إلى أعلى برج بيزا وألقى وزناً ثقيلاً وآخر خفيفاً وكان ذلك بحضور أعضاء الجامعة، وكانت المفاجئة لأتباع أرسطو عندما ارتطما بالأرض معاً.
وفي عام 1609م وعندما كان غاليليو في بادوا سمع عن اكتشاف جديد، فقد اكتشف صانع نظارات الألماني إنه بتركيب عدستين إحداهما مقابل الأخرى، تبدو الأجسام البعيدة كأنها قريبة، فعمل غاليليو على هذه الفكرة وأنتج جهازاً علمياً جديداً عبارة عن مكبر يستطيع التكبير ثلاثين مرة، واستفاد منه بحارة البندقية وتجارها.
وأما غاليليو كان له استعمال آخر لجهازه المكبر، فقد أدراه نحو السماء ليلاً ليدرس ما كان يجده هناك، ففحص القمر أولاً وقد كانت دهشته كبيرة عندما وجد جبالاً وودياناً بدلاً من السطح الأملس الذي كان يتوقعه. ونظر إلى النجوم فوجد الكثير منها مما لا يستطيع الناس رؤيتها بالعين المجردة، وبعد ذلك في 7كانون الثاني 1610م نظر إلى كوكب المشتري ولاحظ إلى جانبه ثلاثة نجوم صغيرة فدون أوضاعها ثم نظر إليها ثانية في الليلة الثانية، وفي هذه المرة كانت النجوم الثلاثة في الجانب الآخر من الكوكب، وعندما نظر إليها مرة أخرى لليلتين اثنتين متتاليتين فيما بعد كان هناك نجمان فقط، وبعد ثلاثة أيام كان هناك أربعة نجوم.
لقد تحقق غاليليو أن النجوم الأربعة الصغيرة ما هي إلا أقمار تدور حول المشتري، وبذلك خالف النظريات السابقة التي كانت تقول بدوران الكواكب حول الأرض.
وأخيراً فإن أهمية غاليليو لا تعزى إلى اختراعاته ومكتشفاته فحسب وإنما تعزى إلى نظرته إلى العلم، فقد أظهرت حياته كلها بوضوح الاتجاه العلمي الحديث، وأن أقوال الآخرين يجب أن لا تقبل بدون تمحيص وإنما يجب أن تخضع للاختبار عن طريق التجربة والملاحظة الدقيقة. وأن النظريات التي برهن على أنها غير صحيحة يجب الاستغناء عنها مهما كان العالم الذي أتي بها عظيماً.
ربما تكونون تعرفون معظم هذه المعلومات لكنني أحببت أن أرويها لكم حتى تعرفوا كيف توصل غاليليو إلى اكتشافاته.
المصدر: مختصر من كتاب صانعو أوروبا الحديثة